السلام والعداله السعودية

لم تتوقف المملكة عن طرح المبادرات والتحرك من أجل وقف إطلاق النار في اليمن، وذلك في إطار تمسكها المتواصل منذ اليوم الأول لإنشاء قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، بحل كل المشكلات العالقة سلميا، وذلك حفاظا على سلامة الشعب اليمني أولا وأخيرا. لكن عصابات الحوثيين العميلة للنظام الإرهابي في إيران، لم تقبل أي عرض للسلام، أو حتى وقف حقيقي لإطلاق النار، انطلاقا من أجندة الشر والتخريب والخيانة التي اعتمدتها، واستندت إليها في أعمال القتل والتدمير والتخريب في اليمن، ناشرة الإرهاب في هذا البلد أو ذاك، بما في ذلك الاعتداءات الجبانة التي استهدفت مواطنين عزلا ضمن الأراضي السعودية نفسها. الهدف الأول في السعودية يبقى دائما السلام القائم على الحفاظ على الشرعية في اليمن، واحترام كل القوانين والقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن.

لذلك، كان طبيعيا أن تدعم قوات التحالف وتؤيد بقوة وقف إطلاق النار الأخير في اليمن، الذي طالب به الأمين العام للأمم المتحدة، ودعا إليه مارتن جريفث، مبعوثه الخاص من أجل مواجهة تبعات انتشار وباء كورونا المستجد، الذي يتفشى في كل مكان في العالم تقريبا. ووقف إطلاق النار، المدعوم بقوة من قبل السعودية، فيه جوانب كبيرة ذات أهمية لا حدود لها، وفي مقدمتها، اتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانبين الإنساني والاقتصادي. وهذا يتطلب خفض التصعيد إلى أدنى مستوى، وهذا أيضا كان ولا يزال مطلبا سعوديا. وإعلان التحالف وقف إطلاق النار أسبوعين في اليمن، يعني أيضا أنه يمكن تمديد هذا الوقف إذا ما التزم الطرف الآخر بوقف إطلاق النار، وتوقف عن ممارساته التخريبية التي يعرفها اليمنيون بكل أطيافهم.
المملكة التي تقود التحالف، ليس لديها أي أجندة في اليمن الشقيق، ومواقفها معلنة منذ بداية الحرب، وكلها تستند إلى ضرورة حماية ودعم الشرعية في اليمن، وعندما دخلت الحرب هناك، كانت تستهدف السلام والأمن لكل اليمنيين، شرط أن يكونوا موالين لوطنهم وأهلهم ومجتمعهم، لا أن يتحولوا إلى مرتزقة لنظام الإرهاب في إيران، الذي يتحرك منذ عقود لنشر الكراهية والخراب والإرهاب هنا وهناك، وبكل الوسائل الممكنة. وتمضي السعودية خطوة أخرى تسبق الجميع، وهي أنها ترغب في أن يتحول وقف إطلاق النار إلى ساحة ينجح فيها الاجتماع الذي دعا إليه مبعوث الأمم المتحدة، للوصول إلى اتفاق شامل ودائم، وبالتأكيد الوصول إلى وقف نهائي لإطلاقا النار. أي أن الرياض مبادرة دائما إلى السلام.

والأهم، أن تلك المبادرات التي طرحتها المملكة في كل المناسبات، تصب في مصلحة الشعب اليمني الشقيق، وفي ساحة الأمن والسلام، ودعم الشرعية المعترف بها من كل المجتمع الدولي. فالسعودية، حتى في ظل الحرب المفروضة عليها، عملت بلا كلل من أجل تخفيف الأزمة على الصعيد الإنساني، من خلال سلسلة من المبادرات تقف وراءها جهات كبرى، مثل “مركز الملك سلمان للإغاثة”، و”البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن”، وغير ذلك من جهات سعودية محورية تعنى بالشؤون الإنسانية. من هنا، يمكن القول، إن المملكة تريد وقف إطلاق النار أن يستمر إلى أقصى مدى، كي يتحول إلى وقف دائم، شرط أن تكون الثوابت مصانة، وفي مقدمتها دعم الشرعية في البلاد، التي قامت الحرب من أجلها، ومن أجل رفعة وسعادة وازدهار الشعب اليمني الشقيق.

السلام والعداله

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ